السبت، يوليو 31، 2010

الأمازيغ اختاروا الحرف العربي أصلا

صفحة مؤلف أمازيغي بالحروف العربية

بقلم : عبد المجيد التجدادي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في علاقة بالموضوع القيم الذي أورده الأخ أحمد بعنوان : << الأمازيغية بخط مغربي ستكون أجمل من تيفيناغ >> في موقع بلا فرنسية . أحب أن اشارك الإخوة هذه الأفكار التي أشار إليها الأستاذ المختار العبدلاوي في أحد حواراته حيث قال :

الذين اختاروا الحرف العربي للكتابة و التعبير هم الأمازيغ . لذلك فإن السؤال الحقيقي ليس لماذا الحرف العربي ؟ فهذا الاختيار تم منذ قرون طويلة ، و صنفت به كتابات لا حصر لها ، إن السؤال الحقيقي هو : لماذا التراجع عن الحرف العربي اليوم ؟ ما هي المتغيرات التي تبرر هذا التحول ؟ و ما هي الاعتبارات التي تعطي لنخبة ضيقة و محدودة حق الاختيار باسم جميع المغاربة . إن مسألة حرف الكتابة هي على درجة كبيرة من الخطورة ، لأنها تريد أن تقسم المغاربة إلى محافظين بمرجعية مشرقية ، و حداثيين بمرجعية غربية . إن الكارثة هي أن الذي سوف يدفع ثمن هذه المزايدات هي الأمازيغية نفسها . هل سيستطيع الطفل المغربي أن يتعلم ثلاث أبجديات في الوقت نفسه ؟ و ما هي آثار ذلك على تحصيله الدراسي ؟ هل سيؤدي خلق لغة نمطية إلى إدماج المكونات الأمازيغية المغربية الثلاث أم أنه سوف يؤدي إلى خلق لغة رابعة فقط ؟ و ماذا سوف نصنع إذا خلق الجزائريون لغتهم النمطية و اختاروا لها حروفهم الخاصة . و كذلك إذا فعل الليبيون و الطوارق ؟ إن مشكلة المسألة الأمازيغية أنه تم التعامل معها منذ البداية وفق مرجعية أيديولوجية ؛ كما تم توظيفها لصالح قضايا أخرى شخصية و عامة ، و لم تترك لتطورها التلقائي و الذاتي . فخارج أية تنظيرات ، الذي يحمي و يطور الأمازيغية بالنهاية هو المجتمع و الشارع المغربي . و تقتضي المقاربة العلمية الواقعية و الأخلاقية برأيي الاعتراف بثلاث لغات ، يجب أن تأخذ مكانتها في الإدارة و وسائل الإعلام و الحياة العامة . إن هذه هي الصيغة الوحيدة للتمييز بين الحق الثقافي و بين التجييش العرقي و اللغوي الذي لا يستفيد منه بالنهاية إلا أولئك الذين يريدون للمغرب أن يغرق في قضايا صغرى تعوق بناءه و تنميته . >> ( نقلا عن الإسلاميون و العلمانيون في المغرب و التعايش الممكن ، بلال التليدي ، 2010 ) و الحوار يعود تاريخه إلى سنة 2005 .
* * * * *
و قد عبر الدكتور أحمد الريسوني في مقالته " المسألة اللغوية بالمغرب " قائلا : << كتابة اللغة الأمازيغية بالحروف العربية ، هو أقرب طريق نحو تقويتها و تعميمها على كافة المغاربة بسهولة وتلقائية . ثم هو الأمر الذي ارتضاه الأمازيغ و عملوا به على مدى القرون الماضية ، و كان ذلك بتلقائية بعيدة عن الحسابات النخبوية الإديولوجية ، التي تتحكم في الموضوع اليوم . كما أن كل حرف غير الحرف العربي يستعمل لكتابة الأمازيغية ، سيشكل قطيعة مع التراث الأمازيغي المكتوب بالحرف العربي ، بينما الكتابة بالحرف العربي تعزز و تنمي الوحدة الوطنية و الأصالة التاريخية ، و تسهل توسيع الخريطة الجغرافية و الديموغرافة لاستعمال اللغة الأمازيغية (...) و على كل حال فتصحيح الغلط ما زال مطلوبا و ممكنا ، و الخطب فيه يسير. و المصلحة الوطنية و مصلحة اللغة الأمازيغية تستدعيان هذا التصحيح ، و لو بعد إعادة دراسة المسألة دراسة علمية موضوعية . >> ( نقلا عن موقع حركة التوحيد و الإصلاح ) .
* * * * *
( و ) يقول سعد الدين العثماني : << فأنا مع الحرف العربي لأنه هو الحرف الذي كانت الأمازيغية ، تاريخيا ، تكتب به في المغرب ، و أنا أمازيغي و أرجع إلى مخطوطات والدي و أجدها مكتوبة بالعربية >> . و يؤكد محمد العربي المساري أن << الكتب و الوثائق الأمازيغية عندنا في الريف ، مثلا ، مدونة بالحروف العربية ، فكيف نحدث قطيعة مع هذا التراث الغني ؟ >> .
يستلزم هذا الاستفهام إنكارا مقصودا ، إذ يمكننا تسويد صفحات عديدة ، و الإتيان بحجج كثيرة تبين أن الأجداد اختاروا الحرف العربي دون إكراه ، لأنهم يعلمون أن العربية ليست لغة عرق أو قوم ، بل هي لغة حضارة ساهم فيها الفارسي و الأمازيغي و الحبشي ... و على من شك في ذلك أن يعود إلى الفهرست لابن النديم ليقف على مسوغات تعريب الدواوين ، و لو أردنا التخصيص لاكتفينا بالتاريخ القريب الذي نستدل منه بنموذج أحمد أمزال الذي دون 72 قصيدة أمازيغية بالحرف العربي ، مما دفع باحثا في الأمازيغية إلى القول : << و لقد استعمل الحرف العربي في التدوين على غرار فقهاء سوس في كتابة المخطوطات الأمازيغية >> . ( نقلا عن : الأمازيغية اللغة و الكتابة و رهانات الهوية للدكتور جمال بندحمان )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق