السبت، يونيو 26، 2010

رسالة إلى أخي الأمازيغي


رسالة إلى أخي الأمازيغي

بقلم : عبد المجيد التجدادي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

... أخي الأمازيغي ...

السلام عليك و رحمة الله و بركاته .
هذه تحية طيبة من مسلم إلى أخيه المسلم .
أما بعد ، فإنني رأيت حرصك الشديد على الدفاع عن لغة قومك و تراث قومك ، و تلك أخي غِيرَة تُحمد عليها ، و خاصة في هذا الزمان الذي تزحف فيه على العالم آلة
كاسرة يسمونها العولمة تكتسح كل شعوب العالم ، و تخترق كل حصونها ، و تنفذ إلى أعماقها ، و تمسخ شخصياتها فتجعلها نسخا مشوهة عن شخصية تفرض قوتها على العالم ، فلا هي ذاتها ، و لا هي النسخة الأصلية ... هذا زمان ، أمثالك فيه كالقابضين على الجمر ، و قليل ما هم ...
و أنا في غيرتك هذه شريك ؛ أشاركك نفس الهم ..، و أتطلع معك إلى غد أفضل .
نحن جميعا ـ جميعا ـ في مواجهة رياح غربية تريد أن تقتلع جذورنا ، أو على الأقل أن ننحني و نميل لها نحو الاتجاه الذي ترتضيه هي لا نحن ...
... أخي الأمازيغي الكريم ...
رأيتنا ندافع عن اللغة العربية بكل ما أوتينا من قوة ، و نحن في ذلك لسنا شواذا عن غيرنا ، بل هي ربما حركة عامة يشاركنا فيها الكثيرون من منابر مختلفة فيما يشبه الإجماع . و الحركة هذه قد بدأت حتى قبل الاستقلال في إطار جهود المقاومة السياسية .
دفاعنا هذا هو بالأساس في وجه المد الفرنكفوني الذي اكتسح علينا هويتنا منذ دخول المستعمر ، ثم تعزز الآن بالمد العولمي التغريبي مهما اختلفت لغاته . عدونا في هذا الصراع واحد ، هو : الفرنكفونية التغريبية اللائكية .
لقد لاحظ المقاومون قبلنا ، كما نلاحظ نحن الآن ، أن الفرنكفونيين يعملون جاهدين على تهميش لغتنا العربية في زوايا ضيقة جدا بإبعادها عن الشأن العام رويدا رويدا ، معززين توجههم هذا بدعاوى مختلفة تصب كلها في مرمى التنقيص و التحقير و التشكيك في الأهلية و الكفاءة الحضارية ... و لاحظ أخي مثالا على ذلكَ الصراعَ المرير الذي عاناه تعليمنا في المسألة اللغوية ، حيث الشد و الجذب ما بين تيارين : واحد يريد أن يكرس الوجود الفرنكفوني بالمغرب و تبعيته للغرب ، و آخر يريد أن يؤكد حق المقاومة و استقلال المغرب .
لقد كانت فترة الاستقلال فترة مخاض عسير جدا اشتد فيها الصراع ما بين أنصار المقاومة و أنصار الفرنكفونية ، و الانتهازيون فيما بين هؤلاء مرة مع هذا و مرة مع ذاك بحسب ما تمليه عليهم مصالحهم الضيقة ... و بعد كل التضحيات الجسام التي قدمها أبناء المغرب الشرفاء لمقاومة الاستعمار ، ماذا كانت النتيجة ؟
ألم يُسَمّ الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي استقلالنا << احتقلالا >> تعبيرا عن الاستقلال المفصل على حسب المقاييس التي وضعها المستعمر ؟.. ألم يغضب من اتفاقية إكس ليبان ؟.. ألم يغضب من الوطنية الضيقة التي عمل بها الزعماء التونسيون و الزعماء المغاربة في مفاوضاتهم مع المستعمر الفرنسي ؟.. ألم يكن يطمح في تحرير كافة أرض المغرب العربي و قد كان آنذاك رئيس لجنة تحرير المغرب العربي بالقاهرة ؟...
و تنطلق إليك أخي الأمازيغي رسالتي هذه من منطلق الأمير المجاهد الذي تفخر به كما أفخر ... و أسألك : هل كانت تسكنه الحساسية الشديدة تجاه اللغة العربية مثل التي تسكن بعض رفاقك اليوم ؟.. هل كان عنده أي حرج و هو يرأس لجنة سميت باسم المغرب العربي ؟.. هل تراه أحس بالغربة عندما استضافه أهل مصر و زاره الكثيرون من رموز العرب بالمشرق العربي ؟.. هل تراه أحس بالغربة بين أهله المسلمين بمصر ؟.. ثم لماذا كانت أمنيته أن يحرر كل منطقة شمال إفريقيا من الاستعمار الأوربي ؟.. أتراه فعل ذلك اقتداء بأحد الرموز التاريخية الأمازيغية لما قبل الإسلام ؟.. أم أنه كان يأمل لذلك وعيا منه و إيمانا بالانتماء إلى أمة ترقى فوق الأعراق و الوطنيات الضيقة ؟... و هل سمعته يوما يتنكر لدينه و ينادي بعرقه ؟...
انظر أخي كيف بدأ ذلك الأمازيغي المسلم الصلب نشأته بين أحضان القرآن ، و كيف تلقى بعضا من تكوينه بفاس بجامع القرويين على علاته ، و انظر صُحبته للإسبان فترة من حياته ، و انظر كيف خبر نواياهم ففارقهم ، ثم انظر كيف ألّف بين قلوب قبائل الريف و جمعها على كلمة واحدة تكبر ضد << إرُومّين >> ، و قد كانت قبله شتاتا يضرب بعضها رقاب بعض . أتُراك أخي جمعهم على نعرة عنصرية جاهلية أم جمعهم على كلمة الله عز و جل ؟.. إن ذلك الذي تربى بين أحضان كتاب الله عز و جل لا بد أن تنتهي به تلك التربية و هو يتلو القرآن الكريم و يتدبر آياته إلى وعي بانتمائه إلى أمة تتعالى عن الاختلافات التي سنها الخالق في خلقه ،.. تتعالى إلى أمة تجمع بين صنوف الناس وراء لواء واحد ، كلهم على قلب رجل واحد ..، إنها أمة الإسلام (*) .
و أمة الإسلام أخي تستمد شرعيتها من مصدرين أساسيين : القرآن الكريم ، و السنة النبوية . القرآن كلام الله عز و جل لخلقه ، و السنة النبوية هي التوضيح النظري و العملي لكلام الله عز و جل . و إنه لا يستقيم فهمنا لذانك المصدرين إلا باكتسابنا للغة التي أنزل بها القرآن ، و التي وردت بها السنة ؛ و علماء شريعتنا اتفقوا على أن من شروط التصدي للعلوم الشرعية : إتقان اللغة العربية .
بل لاحظ أخي تطور علوم الحضارة الإسلامية مشرقا و مغربا ، كان منطلقه الأول هو القرآن و السنة ؛ و من تلك العلوم : اللغة العربية ... لم يكن العرب أخي ليهتموا بأي علم من العلوم لولا أن القرآن و السنة دفعا بهم إلى ذلك .
و لقد كان العرب قبل الإسلام لا شيء في تاريخ البشرية ــ كما هم الآن ــ فلم نتغافل عن دور الإسلام في نهضتهم و علو نجمهم في القرون السابقة ؟...
و لقد كان الأمازيغ قبل الإسلام لا شيء في تاريخ البشرية ــ كما هم الآن ــ فلم نتغافل عن دور الإسلام في نهضتهم و علو نجمهم في القرون السابقة ؟...
في مغربنا هذا اجتمع هؤلاء و هؤلاء في إطار انتماء واحد : أمة الإسلام . و ذاك هو الوعي التاريخي الذي زرعه فيهم القرآن الكريم و وزرعته فيهم السنة النبوية . و في مغربنا هذا اجتمع هؤلاء و هؤلاء و كونوا دُوَلا عظيمة يشهد بعظمها التاريخ : فهؤلاء الأدارسة عربٌ احتضنهم الأمازيغ ، و هؤلاء المرابطون أمازيغُ جمعوا كلمة كل المغاربة على كلمة الإسلام ، و هؤلاء الموحدون أمازيغُ جمعوا كلمة كل المغاربة على كلمة الإسلام ، و هؤلاء المرينيون أمازيغ جمعوا كلمة كل المغاربة على كلمة الإسلام ، و هؤلاء السعديون الشرفاء استنجد بهم السوسيون الأمازيغ لجمع كلمة كل المغاربة على كلمة الإسلام ، و هؤلاء العلويون تحركوا كما تحركت زوايا على رأسها شيوخ أمازيغ لتوحيد كل المغاربة على كلمة الإسلام ... كان الباعث و المنطلق إذن هو الإسلام .
ثم أدعوك إلى تأمل المقاومة المغربية المسلحة للمستعمر ... رجاء ، تأمل بما فيه الكفاية لكي ترى كيف يلتف الناس حول كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ... لقد كان الباعث و المنطلق إذن هو الإسلام .

أخي ، لست هنا أزين أو أبيض في صفحات ذلك التاريخ فتحسبني أرفعه إلى درجة العصمة . نعم هناك أخطاء ، هناك نوايا سيئة ،.. لكن هناك مناخ عام يسوده الإسلام على علة ما يقع فيه من انحرافات ... و تلك هي سنة البشر مهما علت همتهم ، و مهما علا مقامهم في ، و مهما سبروا في أغوار العلوم ... إنما نحن بشر ، بنو آدم ، نخطئ و نصيب ، و خير الخطائين التوابون ... و الكمال لله وحده لا يليق بنا أن نطلبه من غيره ؛ إنه لا شريك له في كماله .
لاحظ أخي إذن أن هؤلاء الشرفاء من الأمازيغ انتصبوا لخدمة الدين الذي آمنوا به ، و لم يحسوا قط بعقدة نقص أو عيب في نصرته . لقد آمنوا منذ الوهلة الأولى بأن الدين دينهم هم مثلما هو لغيرهم من بني آدم ... و علماء الإسلام لم يتحرجوا قط من أن يتولى أمور المسلمين العربي أو غير العربي ، و لم يعتقدوا ــ إلا فيما شذ ــ بأن قيادة هذه الأمة يختص بها عرق دون عرق ..؛ بل كانوا يبادرون إلى مباركة أي مبادرة لنصرة الدين من أي طرف جاءت . رأس الأمر كله أن يكون في خدمة الإسلام . و لتتأمل معي أخي كيف يفعل الأمازيغي يوسف بن تاشفين بأمراء العرب بالأندلس غيرة منه على الإسلام بالأندلس ؟...
... أخي الأمازيغي الكريم ...
اللغة العربية ــ التي لن يستقيم ديني و دينك إلا بمعرفتها ــ في خطر شديد ، يُراد لها أن تنزوي في زاوية من زوايا النسيان ، ثم أن تقبر في مقبرة التاريخ ، فلا يبقى لها من الوجود إلا في الأساطير القديمة ... و الذين يريدون لها ذلك كُثر ينضوون جميعا تحت لواء الفرنكفونية و التغريب و اللائكية . و هؤلاء يخططون بشتى السبل و يطرقون جميع الأبواب التي يمكنهم من خلال ولوجها الإجهاز على وعاء العربية طمعا منهم في إهراق ماء الإسلام ...
أخي الأمازيغي ، أريد أن أكون إلى جانبك ، و أريدك أن تكون إلى جانبي ،.. نريد أن نكون على قلب رجل واحد ، صفا كبنيان مرصوص ييأس العدو من اختراقه .
نشترك معا في انتمائنا إلى الأمة الإسلامية ، كما نشترك في همومها و مشاغلها .
و نشترك معا مع كافة أفراد الأمة الإسلامية في مصلحتنا في الذوذ عن حمى اللغة العربية .
و نشترك معا أنا و أنت في مصلحتنا في الذوذ عن اللغة الأمازيغية باعتبارها مكونا محليا لهويتنا التي تميزنا عن غيرنا من المسلمين في إطار تنوع مكونات هذه الأمة .
و إننا نريد أن يكون ذلك التنوع إقرار و تفكرا في سنة الله تعالى في خلقه ، و إغناء لهذه الأمة بما يعيد لها عافيتها و سيادتها ، و يؤكد خيريتها .
و في كل هذا نسترشد أنا و أنت بنبراس إسلامنا :
حيث قال الله تعالى : << و من آياته خلق السماوات و الأرض و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين >> ( الروم ـ 22 ) .
و حيث قال الله تعالى : << يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم >> ( الحجرات ـ 13 ) .
وحيث قال الله تعالى : << إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ، و اتقوا الله لعلكم ترحمون >> ( الحجرات ـ 10 ) .
و حيث قال الله تعالى : << و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا ، و اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ، و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون >> ( آل عمران ـ 103 ) .
و حيث قال الله تعالى : << و أطيعوا الله و رسوله ، و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم ، و اصبروا إن الله مع الصابرين >> (سورة الانفال ـ 46 ) .
و حيث قال الله تعالى : << إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون >> ( سورة الانبياء ـ 92 ) .
و حيث قال الله تعالى : << و إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاتقون >> ( سورة المؤمنون ـ 52 ) .
و حيث قال محمد صلى الله عليه وسلم : << لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمى على عربي ، و لا لأبيض على أسود . و لا لأسود على أبيض ، إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، و آدم من تراب >> ( رواه الترمذي ) .
و حيث قال محمد صلى الله عليه وسلم « ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام و الصلاة و الصدقة ؟ >> قالوا : بلى يا رسول الله . قال : << إصلاح ذات البين . و فساد ذات البين هي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ، و لكن تحلق الدين » ( رواه احمد و أبو داود و الترمذي) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ــ تأكيدا على تماسك لحمة المسلمين كافة مهما اختلفت أعراقهم نجد ما أطلعنا عليه مقال بعنوان << عبد الكريم الخطابي و محاولات الاغتيال الجديدة >> لصاحبه مصطفى الخلفي حيث قدم فيه إشارات ( موثقة ) لتضامن أهل فلسطين مع المقاومة الريفية ، و أن فريقا من المصريين رشحوا الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي لمنصب الخلافة الإسلامية ... ننقل هذين المقتطفين :
1) ــ << ... ذلك أن مسلمي يافا أقدموا في يونيو 1925 ــ أي بموازاةالحملة الفرنسية-الإسبانية الأولى على جمهورية الريف ــ على تنظيم حملة تبرعات لمصلحةجرحى الريف ، و مما جاء في الرسالة التي حررها محمد توفيق مفتي يافا السابق و التيوجهها إلى رئيس جمعية تضامن العلماء في مصر : << إن نداءكم الصاعد من قبل ملؤه الإخلاصقد وصل إلى آذان الموحدين فانعطفت أفئدة الحنو على مجاهدي الريف و تشكل في بعض مدنفلسطين جمعيات لقبول الإعانات ، و قد بلغ ما وصل ليد جمعية يافا 379 جنيها و265مليما ... >> .
و الرسالة مؤرخة في 25 يوليو 1925 ، و نشرت بالأهرام المصرية في 3 أغسطس 1925 ... >> .
2) ــ << ... أن الحملة الفرنسية - الإسبانية الثانية في مايو 1926 تزامنت مع انعقاد مؤتمر الخلافة بمصر لبحث موضوع إعادة الخلافة بعد إلغائها من قبل أتاتورك في 1924 . و كان من المدعويين للمؤتمر الأمير عبد الكريم الخطابي ، بل و انتصب فريق بمصر لترشيحه لتولي هذا المنصب . و لعل من المثير الإشارة إلى أن خبر هذا الترشيح عممته الشركة التلغرافية اليهودية في فبراير 1925 ، و نشر هو الآخر في جريدة الأهرام القاهرية في عددها المؤرخ بـ 20 فبراير 1925 ، خاصة عند الأخذ بعين الاعتبار أن العالم الإسلامي لم يكن يعرف سوى أربع دول مستقلة هي تركيا التي تخلت عن حمل لواء الخلافة ، والحجاز الذي كان بصدد الخروج من حرب داخلية أنهكته ، و أفغانستان التي كانت في عزلة ، ثم الريف الذي كان نموذج المنطقة المحررة والقوية والصامدة، وهو ما لا يستبعد أن يكون هذا الخوف من عودة الخلافة والتحاق الأمير بها، أحد أسباب التسريع بالحملة على ضوء تقارير الاستعمار الفرنسي بالمغرب والمحفوظة بأرشيفات الخارجية الفرنسية، والتي ظهر فيها القلق الكبير إزاء تطورات التحضير لمؤتمر الخلافة واحتمالات ترشيح الأمير عبدالكريم الخطابي لها ... >> ............. فهل من مذكر ؟

هناك 5 تعليقات:

  1. ــ نعم أرفع من درجة اللغة العربية ، لكنني لا أرفع من قدر العرب . ما يهمني هو اللغة العربية . لماذا ؟ لأن هذه الأمة التي نتداعى إليها هي أمة من قوميات مختلفة و لغات شتى ، لا بد إذن أن تكون لها لغة جامعة . و لن نجد من لغة موحدة غير اللغة العربية . و هذا ما شهده العالم الإسلامي عبر التاريخ ، و انظر فقط إلى أن الكثير من الشعوب الإسلامية غير العربية اختارت طواعية لكتابة لغتها الحروف العربية رغبة في تقريب الشقة و إيمانا منها بالصلة الوثيقة التي بين اللغة العربية و الإسلام ( هذه الصلة التي ما يزال البعض منها يصر على إنكارها ) ...
    ــ استعدائي أوجهه صوب الفرنكفونيين ، و ليس اللغة الفرنسية ... و لست أدعو إلى الانغلاق و رفض تعلم اللغات . تحفظي يتوجه بالأساس نحو الفرنكفونيين الذي يسعون إلى تهميش اللغة العربية ــ و تهميش الأمازيغية كذلك .
    ــ دفاعي عن اللغة العربية هو نفسه دفاع عن الإسلام ما دام أن الوعاء الذي يحمل هذا الدين هو العربية . و قد ذكرت أخي أن دينك و ديني لا يمكنهما أن يستقيما إذا كنا نجهل تلك اللغة .
    ــ عندما وجهت رسالتي إلى أخي الأمازيغي وجهتها له بنية أن نشترك معا و نوحد جهودنا للدفاع عن اللغة العربية باعتبارها مكونا أساسيا لأمتنا الإسلامية ..، و كلانا من المسلمين ... و للدفاع كذلك عن اللغة الأمازيغية باعتبارها مكونا أساسيا لتراثنا المغربي ..، و كلانا من المغاربة .
    ــ ثم إنني لم أطلب من أخي الأمازيغي أن يكف عن الدفاع عن خصوصياته الثقافية المغربية ، بل أدعوه إلى أن يصر على ذلك ، و لكن ليس في مواجهتي أنا ، بل في مواجهة العدو الخارجي الذي يتربص بي و به : الفرنكفونية اللائكية التغريبية ... و لا تنس أخي أنني قلت لك أنني أشترك معك في هم مواجهة تلك العولمة ...

    ردحذف
  2. و هذه الرسالة إنما هي دعوة للتوحيد و نبذ الفرقة ، و كل ما من شأنه أن يعرضنا للعداوة و البغضاء .
    و إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قال : << ألا اخبركم بأفضل من درجة الصيام و الصلاة و الصدقة ؟ >> قالوا : بلى يا رسول الله . قال : << إصلاح ذات البين . و فساد ذات البين هي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر، و لكن تحلق الدين >> .

    ردحذف
  3. تجاوزا للغضب الذي أججته عبارات وردت في المقالة و خاصة الجملة التي اشارت إلى تسمية << المغرب العربي >> ، و الجملة التي أشارت إلى أنه : << كان الأمازيغ قبل الإسلام لا شيء في تاريخ البشرية ــ كما هم الآن ــ فلم نتغافل عن دور الإسلام في نهضتهم و علو نجمهم في القرون السابقة ؟...>>

    ــ بالنسبة للتسمية فقد طرحت سؤالا أوجهه إلى أخي الأمازيغي عن المجاهد الخطابي كيف يرأس ــ و هو الأمازيغي ــ لجنة باسم << المغرب العربي >> ، فكانت ردود المتدخلين قوية تؤكد فعلا ما ذهبنا إليه إلى أن حساسية البعض لذلك الاسم شديدة لا يشاركهم فيها ذلك البطل الذي يرفعون لواءه عاليا باعتباره رمزا أمازيغيا عظيما ، و قد كان الأولى بهم أن يخطو على خطاه لا أن يتنكبوا عنها .

    ــ و بالنسبة للجملة التي أشارت إلى أن الأمازيغ ما كانوا شيئا قبل الإسلام ، فالمتدخلون لم يلتفتو إلى أنني أشرت بنفس الطريقة إلى العرب ؛ و من جهة أخرى فمنطلق رسالتي هي أن أتفق مع أخي على انتمائنا الإسلامي أولا و قبل أي شيء ، و حمولة خطابي في الرسالة حمولة دينية محضة تريد الابتعاد أن أية نعرة عنصرية عربية أو أمازيغية أو غيرهما . لهذا ، كان نبراسي في ما قلته قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : << نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإن إبتغينا العزة في غير دين الله أذلنا الله >> . و لقد كانت العرب قبل الإسلام نهبا للأمم القوية كما هم الآن ، و لقد كان الأمازيغ نهبا للأمم القوية كما هم الآن . و نحن الآن جميعا أذلة في هذا العالم .
    لقد أردت لرسالتي تلك أن تنتصر لانتمائنا الإسلامي
    و ليس العرقي العنصري الجاهلي ..؛
    و أرجو أن أكون قد وفقت إلى ذلك .

    ردحذف
  4. و قد فوجئت و أنا أبحث في الإنترنيت بنقل موضوع << رسالة إلى أخي الأمازيغي >> في موقع كردي باسم تنظيم سياسي كردي سوري . و قد نقل الموقع الموضوع المشار إليه للتأكيد على التوجه العنصري القومي العربي الذي يعمل على طمس العناصر البشرية الأخرى بدعاوى دينية . نقل الموقع موضوع الرسالة و حذف منها متن السور القرآنية و الأحاديث النبوية مع الحفاظ على مصادرها ( لا أدري لماذا ) ؛ ثم طرح بعد ذلك سؤالا قال فيه : << ما هي أوجه التشابه بين وضع الكرد في سوريا و الأمازيغ في المغرب ؟ >> .
    ليس لي علم بتوجهات التنظيم صاحب الموقع ، غير أنه يبدو أن له ميولات قومية كردية . و هذا يفتح لنا بابا آخر للتأكيد على مركزية الإسلام في لم شعت أمتنا الواحدة بحكم الله عز و جل . و حيث أننا ذكرنا في رسالتنا السابقة نماذج لرموز مغربية أمازيغية استحقت من المسلمين كل التقدير و الاحترام و الإعتزاز ، فإنه نذكر هنا رمزا من رموز الأكراد الذي لمع نجمه في سماء التاريخ الإسلامي و هو صلاح الدين الأيوبي ، أشهر من نار على علم كما يقال ، محرر القدس ، بطل الحروب الصليبية ، الرجل الذي اجتمع عليه كل المسلمين شرقا و غربا ( و للمغاربة نصيب فضل في إنجازاته التاريخية ) .
    * * * * *
    نذكر هؤلاء الأعلام العظام و نقارنهم مع بعض خلفهم الآن : فإذا كان للمغاربة الأمازيغ نصيب من شرف المشاركة في الحروب الصليبية ، و خاصة بعدما أعلن صلاح الدين الأيوبي الكردي النفير العام ، فإن بعضا من خلفهم يشدون بالأيادي الحارة على أيادي الصهاينة ... و إذا كان صلاح الدين الأيوبي نذر على نفسه لله عز و جل أن يحرر القدس من أيدي الصليبيين ، فإن بعضا من خلفه بكردستان العراق قد اشتهروا بأياديهم الممدودة للكيان الصهيوني حتى أصبحت منطقتهم مجالا واسعا لعمل الموساد .
    * * * * *
    و إننا ، و سيرا على أثر هؤلاء الرجال العظام نتبرأ من كل عربي أو أمازيغي ، أو كردي أو غيرهم ممن يمد يده لبني صهيون ضدا على إرادة أمته الإسلامية .

    ردحذف
  5. هناك فهم خاطئ للإستعمار : طغيان النظام وإثقال السكان بالضرائب( قيل حكموا بإسم الإسلام؛نسب شريف) ، مما أدى إلى تمرد القبائل ورفض دفع الضرائب ورفض الخنوع رافعين شعار الحرية والكرامة ،بعدها تم آستنجاد النظام بفرنسا لحمايته :معاهدة الحماية ،واضح من التسمية ؛ حينها قاومت القبائل بشراسة ؛ وهذا أمر لا غبار عليه .
    الأمر الثاني : إتفاقية الخيانة :إكس#ليبان : مفاوضات الخونة لآستلام السلطة وتثبيت النظام بمساعدة فرنسا وجيوشها (آستمرار الحماية) ، بعدها سعى أهل السلطة لغرس توابت النظام من خلال إسقاط مرجعية العروبة ضدا على الفرنكفونية :حليف وحامي الأمس أصبح اليوم عدوا .وتم ضمنيا إقصاء المكون الأساسي الأمازيغية ، وقال أحدهم آنذاك : جلاء المستعمر أمر محتوم وإنما مشكلتنا مع البربر فكيف سيتم جلاؤهم ؟
    الأمر الأخير : هل العربية من أركان الإسلام ؟ ولك في الإسلام أدلة على آختلاف الألسن .
    الأمازيغية قضية هوية ووجود ولا نعادي أية لغة وإنما نقاوم ضد مخططات الإبادة التي تستهدفنا.
    كريم باقشيش .
    karimbak@hotmail.com

    ردحذف