بقلم : عبد المجيد التجدادي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطاب تاريخي و كلمة تاريخية تلك التي ألقاها الرئيس التونسي الجديد منصف المرزوقي صباح هذا اليوم 13 دجنبر 2011 أمام المجلس التأسيسي مباشرة بعد أدائه للقسم .
جاء الخطاب في سياق المسار الجديد الذي تشهده المنطقة العربية تحت شعار الربيع العربي ..، و ما أدراك ما الربيع العربي !...
و صاحب الخطاب نفسه كان إلى وقت قريب من المستضعفين في الأرض تلاحقه زبانية بن علي أينما حلّ و ارتحل ...
و جمهور الذين كانوا أمامه في المجلس كانوا في معظمهم من ضحايا زبانية بن علي الذين تعرّضوا لشتى أنواع الاضطهاد و القهر ...
و شكْل الخطاب الذي بدا فيه السيد المرزوقي في حالة توتر شديدة كانت بادية على وجهه ، و كان في كل مرة يحاول إخفاءها ، غير أنه انكشف في لحظة كان يرفع فيها أكف الضراعة إلى العلي القدير لكي يفرج هم إخوانه في تونس و في البلدان الشقيقة التي ما تزال في وضع المخاض ، حيث قطرت عيناه دموعا عزيزة في موقف عزيز ... و أخال أن كل من كان يتابعه قد تماهى معه في توتره ذلك و سبقه إلى الدمع ...، و حُقّ له ذاك ، و حُقّ لمن تماهى له ذلك و نحن جميعا في لحظة تاريخية لا شك أنها تترك أثر وشْم عظيم على مسار تاريخ المنطقة ... و ربما العالم ... و سأتي يوم تصبح فيه كلمة الرئيس التونسي المنتخب وثيقة تاريخية رئيسة لدراسة تاريخ الربيع العربي ...
و مضمون الخطاب نفسه الذي كان في غاية الروعة و الحكمة لما حمله من الكثير الكثير من المعاني الجميلة الراقية ...
إنه حُقّ لتونس أن تفتخر بيومها هذا ، و حُقّ للمواطن التونسي أن يفخر بإنجاز ثورته المباركة إن شاء الله ، و حُقّ لمنصف المرزوقي و رئيس حكومته و أعضاء المجلس التأسيسي أن يفخروا بشرعيتهم التي يستمدونها من شعبهم .
و رجاؤنا في الله عظيم أن ينتهي المخاض العسير لمصر ، و ليبيا ، و سوريا و اليمن إلى ما فيه الخير لهذه الأمة .
و فيما يلي أترككم مع متعة خطاب المرزوقي :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق