الاثنين، سبتمبر 12، 2011

نداء خاص بالتعليم الخاص


بقلم : عبد المجيد التجدادي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذان نداءان خاصان أوجههما لجميع الإخوة الأساتذة العاملين أصلا في القطاع العام الذين تربطهم علاقة بالتعليم الخاص ، إما من خلال العمل فيه ( عمل إضافي ) ، أو من خلال تدريس أبنائهم فيه .

1 ــ النداء الأول :
هنا أتوجه بالنداء أولا للإخوة الأساتذة الموظفين أساسا في القطاع العام و الذي يعملون كذلك في القطاع الخاص ( لحسابهم الخاص أو لحساب مؤسسة خاصة من خلال الساعات الإضافية ) . هؤلاء الإخوة أقول لهم ــ مع كامل احترامي ــ أنهم بعملهم الإضافي في القطاع الخاص يمارسون الاعتداء على حقوق غيرهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون . كيف ذلك ؟
تتمثل أوجه هذا الاعتداء فيما يلي :
أ ــ حرمان تلاميذ القطاع العام من مجموع المجهود الذي كان عليهم بذله في المدرسة العمومية ، و يتجلى ذلك من خلال أن الأساتذة الذين يزاوجون ما بين العملين في العام و الخاص يحرصون على الاقتصاد في الجهد الذي يبذلونه في المدرسة العمومية كي يتسنى لهم صرفه بالتعليم الخصوصي ، و هم يميلون إلى التقصير في واجبهم تجاه المدرسة العمومية لصالح المدرسة الخاصة ..؛ و من التناقضات الغريبة التي نبه لها البعض هو عندما يضرب المدرس في المدرسة العمومية بدعوى الاحتجاج و المطالبة بتحسين ظروف عمله المادية و المعنوية ، ثم تجده منذ الصباح في المدرسة الخاصة يشتغل بكل " إخلاص " على الرغم من أنها ــ المدرسة الخاصة ــ لا تقدم له معشار ما تقدمه له المدرسة العمومية ... و حتى لو سلمنا جدلا أن منهم من له من الجهد ما يكفي للمدرسة العمومية و غيرها ، فإن الأوْلى أن يصرف جهده الزائد ذلك في الأنشطة الموازية داخل المدرسة العمومية نفسها ، أو التصدق ببعض ما علمه الله من خلال الساعات الإضافية المجانية داخل المؤسسة أو خارجها في إطار << زكاة علمك أن تعلم غيرك >> .

و إنه و الله لمحزن وضع مدرستنا العمومية بعدما تواطأ الجميع عمليا على إهمالها و التبخيس من دورها و مكانتها ؛ فأصبحت لا تجد مدرسة خاصة إلا و تعمل المستحيل لاجتذاب الناس إليها ، و لا تجد مدرسة عمومية إلا و كأنها تعمل المستحيل لأجل تنفير الناس منها ، و من بين أساليب ذلك التنفير : تهاون قطاع عريض من المعلمين في عملهم و تقصيرهم الشديد الوضوح فيه ــ مع تجنب التعميم طبعا ؛ فأصبح الشعار عند الناس أن الجودة في التعليم الخصوصي و السيبة في التعليم العمومي ... و لعل أحد أبرز الأدلة و الحجج التي تؤكد على ذلك : الميل و الحرص المتزايدان لرجال و نساء التعليم أنفسهم العاملين في المدرسة العمومية على تدريس أبنائهم في المدرسة الخاصة تجنيبا لهم من نفس مصير تلاميذهم هم أنفسهم المتعثيرن دراسيا أشد التعثر نتيجة تهاون زملائهم في العمل ...
ب ــ حرمان الإخوة المعطلين من فرص عريضة للعمل و لو مؤقتا ، فالأستاذ الذي يعمل بمدرسة خاصة ( إلى جانب عمله الرسمي ) إنما هو كمن ينتزع من الآخرين حقهم في الحصول على عمل ، كمثل ذلك الذي أضاف إلى نعاجه التسع و التسعين نعجة أخيه الذي لا يملك منها سوى واحدة ... فما كل هذا الجشع ؟!..
أيها الإخوة الكرام ، إن من الأهداف التي أنشئ لأجلها التعليم الخاص هي أن يساعد الدولة في مجهود التشغيل من خلال الفرص التي يوفرها ، و عندما نأتي نحن فنشتغل في تلك المؤسسات ، فإنما نضيق على خريجي الجامعات و نوصد في وجوههم الأبواب !..

تطرح المؤسسات الخاصة عند التجائها إلى تشغيل أساتذة القطاع العام حجة أن خريجي الجامعات ليست لديهم الكفاءة و الخبرة ، غير أن هذا مردود عليهم بحجة أن التكوين و التكوين المستمر يجب أن يكون من مهام تلك المؤسسات ، و عليها أن تتحمل في ذلك مسؤوليتها الخاصة . كما أن هناك نماذج مؤسسات خاصة شغلت عندها خريجي الجامعات و سهرت على تكوينهم بمجهودها الخاص بالتعاون مع الجهات الرسمية استطاعت أن تتجاوز ذلك المشكل .
2 ــ النداء الثاني :
النداء الثاني أوجهه للإخوة الذين يدرسون أبناءهم في مدارس خاصة ( بمختلف الأسلاك ) ؛ فإن هناك فئة من إخوانهم يعملون في تلك المدارس دون تحصيل حد أدنى من حقوقهم المادية و المعنوية ، و خاصة فيما يتعلق بالأجور . فعندما نجد مؤسسة خاصة توفر مثلا خدمة روضة الأطفال ، تفرض على الآباء أداء ما قيمته 200 درهم عن كل طفل ، و لا تقدم للمعلمة المكلفة برعاية هؤلاء الأطفال سوى 750 درهم في الشهر ، فإن هذا لهو عين الظلم من جهة تلك المؤسسة ، و عين السكوت عن الحق من جهتنا نحن ــ نحن الذين نحرص أشد الحرص على حقوقنا .
لهذا ، فنحن كذلك يمكننا ممارسة نوع من الضغط على تلك المؤسسات من خلال التدخل في شؤون مواردها البشرية ماديا و معنويا ؛ فإذا كنا نحرص على الاستفسار على كفاءة معلميها ، فإن من واجبنا كذلك أن نستفسر عن الأجور التي يتقاضونها حتى نطمئن أنهم يعملون في ظروف أفضل ... و حيث أننا في منظور تلك المؤسسات زبناء و مستهلكين ، فبإمكاننا أن نهدد بما يملكه الزبون و هو الامتناع عن الاستهلاك .
هذا ما بدا لي ..، و لكم واسع النظر .

هناك تعليق واحد:

  1. التعليم في المغرب هو أصل كل الفساد و الجهل و الغباء الذي يسري فينا كشعب

    ردحذف